السبيل الأضمن
.
"أحب أمي"
.
الشرح: يقول بأنه يحب أمه، والحب هو مشاعر، وأمه هي المرأة التي أنجبته.
.
التفسير: يقول بأنه يحب أمه؛ لأنها هي التي قامت برعايته وهو صغير، ولأنه يريد أن يقول لنا بأن الأم يجب أن يكون لها مكانة في قلوبنا.
.
التأويل: الأم هنا لاتعني المرأة التي أنجبته، وانما تعني الوطن!
.
اننا لا نستطيع أن نحكم على أي نص ونعطي له حكماً عادلاً وأقرب الى الصواب لما يعنيه مالم ننظر نظراً ظاهرياً لما تدل عليه معاني الكلمات الواردة فيه بحسب ماتعارف عليه الناس من الفهم،، فلو جاءت بالنص مثلاً كلمة "أَكَلَ" فإننا لانستطيع أن نأتي لنقول بأن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة هو "نام" وليس "أَكَلَ"... فهذا الفهم، حتى لو افترضنا أنه أصاب قصد صاحب النص، الا أننا لا نستطيع أن نعوِّل عليه؛ لأننا لا نستطيع أن نكشف عن قصد المتكلم الا من خلال الكلمات التي يجب أن ينتقيها هو بحيث تكون واضحة وغير قابلة للإلتباس بأكبر شكل ممكن كما يفعل القانونيين عند صياغة أي قانون، لأنه اذا لم يكن بهذا الشكل، فإن النص الذي استخدمه لإيصال الرسالة يضحي نصاً فارغاً بلاقيمة، مالم ننظر نظراً ظاهرياً للكلمات التي استخدمها، عندها فقط يكون للنص قيمة، واذا خالف المعنى الظاهر قصد المتكلم، فإن المشكلة تكون عندئذ في النص الذي لم يقم صاحبه بإيصال قصده من خلاله، اذ كيف للإنسان أن يعرف المعنى الحقيقي الدقيق لقصد القائل اذا لم يعبر هذا القائل عن قصده بإستخدام عبارات واضحة لاتحتمل التفسير؛ فضلاً عن التأويل…
.
ان أي منهجية أخرى غير المنهجية الظاهرية للوصول الى قصد صاحب النص هي منهجية غير مضمونة؛ كالتفسير والتأويل، لذلك يجب أن لايعوَّل عليهما للحكم على نص ما، وانما يتم الإكتفاء بظاهر النص وشرحه…
.
قد يقول قائل بأن المنهجية الظاهرية غير مضمونة للوصول الى قصد صاحب النص أيضاً! هذا صحيح، الا أن المنهجية الظاهرية هي أضمن الوسائل المنهجية لمعرفة قصد صاحب النص، ولنتذكر بأن النص ليس هو المعنى، وانما هو وسيلة تعبير عن هذا المعنى الذي يقصده القائل، وهذه الوسيلة تظل غير مضمونة بكل الأحوال، الا أنها بلاشك؛ أفضل وسيلة عرفها الإنسان للكشف عن المقاصد.
.
أحمد سليمان
تعليقات
إرسال تعليق