التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاساطير 2 | الاسراء والمعراج أسطورة زرادشتية نسخها الإسلام


أردا ڤيراف
.
قبل الميلاد، كان الوحي قد نزل على رجل اسمه "زرادشت"، لكي ينشر دين الإله في الأرض، وقد ظل هذا الدين نقياً صافياً، لمدة ٣٠٠ عام، حيث كان الناس مؤمنين به من دون أدنى شك، وظل الأمر كذلك، إلى أن قام "أهرمان" اللعين بتشكيك الناس في دينهم، وإغواء إسكندر الروم، لكي يذهب بجيشه الجرار؛ إلى إيران…
.
دخل الإسكندر إيران، وقام بقتل حكامها ورهبانها وقضاتها، وقام بتدمير القصر والإمبراطورية، إلى أن صارت إيران،، مدمرة…
.
أصابت الشعب الإيراني جراء ذلك الربكة والمعاناة، حيث لم يكن هناك أميراً أو حاكماً أو قائداً عالماً بالدين، حتى صار عندهم شك في معتقداتهم و إيمانهم، فتفشى الشك بالعالم، وصار الناس على غير إتفاق، وصارت هناك عدة قوانين وأحكام لعدة أديان ومذاهب مختلفة…
.
كان هناك عدد من الرهبان لم يتم القضاء عليهم من قبل الإسكندر وجنوده، وكان منهم رجال أتقياء، إجتمعوا في يوم من الأيام لكي يناقشوا البلاء الذي وقع عليهم، وخلصوا قائلين إلى أنه يجب أن يذهب أحد ليجلب العلم من السماء؛ ما اذا كانت صلواتنا قد وصلت إلى الآلهة، أم أنها ذهبت إلى الشياطين…
.
جمع رجال الدين الناس، وإختاروا من هؤلاء الناس سبعة رجال، كانوا الأكثر إيماناً فيهم، ومن هؤلاء السبعة، إختاروا ثلاثة رجال كانوا الأفضل لأداء المهمة، ثم من هؤلاء الثلاثة إختاروا رجلاً لكي يقوم بهذه المهمة يدعى،، ڤيراف…
.
كان لڤيراف سبعة أخوات، وكن قد سمعن أنه قد وقع عليه الإختيار لكي يعرج إلى السماء، فذهبن يبكين رجاءاً لكي لا يذهب ويتركهن وحيدات، فرد عليهن المؤمنون: لاتقلقن، فسنرجع أخاكن لكن سليماً و تكسوه السعادة؛ في خلال سبعة أيام…
.
إستعد ڤيراف للذهاب إلى السماء، وجاء الرهبان  بالنبيذ والمخدر، فتناولهما ڤيراف على وقع صلوات وإبتهالات الناس، إلى أن عُرج به إلى السماء…
.
عرج ڤيراف الى السماء، حيث استقبله هناك ملكٌ يدعى أدور، ومخلوق إلهيٌ صالح يدعى سراج... أخذ سراج والملك أدور بيد ڤيراف، ثم وصلوا به إلى صراط يسمى "جينفات"، حيث وجد هناك فتاةً فاتنة؛ كاعبة؛ عذراء؛ متلئلئة، فسألها ڤيراف: من أنت؟ ومن أي خلق أنت؟ فقالت الفتاة: أنا عملك الصالح…
.
بعد ذلك، فتح صراط جينفات له، فعبره مع سراج والملك أدور؛ بكل سهولة ويسر… ثم التقى بعد ذلك بڤي الخيِّر، وبرشن العادل، وبوهرام القوي، وبأشتاد مغير العالم، وبفراڤاهارس، وأرواح أخرى كانت قد جاءت إليه، وقد كانوا يصلون عليه…
.
يقول ڤيراف: وضعت على الخطوة الأولى على مسار النجوم، فرأيت أرواح لأناس أتقياء كانت تتلألأ، فسألت سراج والملك أدور؛ ماهذا المكان؛ومن هؤلاء؟ فقالا: هؤلاء بأعمالهم الصالحة صاروا هنا... ثم وضعت على الخطوة الثانية على مسار القمر، فوجدت تجمعاً كبيراً للأتقياء، فسألت سراج والملك أدور: ماهذا المكان؛ ومن هؤلاء؟، فقالا: هذا هو مسار القمر، وهؤلاء هنا لأعمالهم الصالحة... ثم وضعت على الخطوة الثالثة على مسار الشمس، فوجدت الأتقياء على عروش وسجاد مصنوع من الذهب، فسألت سراج والملك أدور: ماهذا المكان؛ ومن هؤلاء؟، فقالا: هذا هو مسار الشمس، وهؤلاء لما قاموا به من أعمال صالحة في حياتهم... بعد ذلك، أخذني سراج والملك أدور إلى مكان وجدت فيه روح رجل يخرج من فمه ثعبان، فسألت: ما الذي كان قد فعله هذا الرجل؟ فقالا: هذا الرجل كان يمارس اللواط في حياته... ثم ذهبت إلى مكان وجدت فيه روح امرأة كان تسقى كوباً من النجاسة، فسألت: ما الذي كانت قد فعلته هذه المرأة؟ فقالا: هذه المرأة كانت لاتمتنع عن الإقتراب من الماء والنار وهي حائض... ثم ذهبت إلى مكان وجدت فيه روح رجل كان يصب على فكه دم حيض امرأة، فسألت: ما الذي كان قد فعله هذا الرجل؟ فقالا: هذا الرجل كان قد مارس الجنس مع امرأة حائض... ثم ذهبت إلى مكان وجدت فيه روح امرأة كانت معلقة من ثدييها، فسألت: ما الذي كانت قد فعلته هذه المرأة؟ فقالا: هذه المرأة كانت قد تركت زوجها وراحت لتمارس الزنا... ثم ذهبت إلى مكان وجدت فيه روح امرأة لف لسانها على رقبتها، فسألت: ما الذي كانت قد فعلته هذه المرأة؟ فقالا: هذه المرأة كانت تسخر وتلعن وتتحدا زوجها…
.
بعد ذلك، أخذ سراج والملك أدور بڤيراف إلى النور الأبدي، حيث كان هناك أوهارمازد الإله الخالق، حيث سمع صوته، إلا أنه لم يراه، فركع له، ثم أخذ سراج به وعاد بروحه إلى جسده، حيث استيقظ وأخذ يروي مارأه للمؤمنين الذين كانوا بإنتظاره.
—————————————
(قصة "أردا ڤيراف”،، هي قصة من التراث الزرداشتي كانت قد رويت قبل الميلاد)
.
Source: The Book of Arda Viraf
.
https://www.amazon.com/Book-Arda-Viraf-Prepared-Hoshangji/dp/1120872480

تمت كتابتها بواسطة الاستاذ احمد 

تعليقات

  1. موضوع رائع كعادنك يا استاذ بدر الزمان لكن هناك بعض الصلاعمة يقولون بان هذة القصة وردت بعد الاسلام فما ردك يا استاذى

    ردحذف
    الردود
    1. الكتاب كتب في عهد الدولة الساسانية قبل الإسلام
      المصدر/
      http://www.marefa.org/أردا_ويراف_نامه

      حذف
  2. هل من الممكن يا استاذى ان تقوم بالرد على اعجاز (السماء دخان) وشكرا على مواضيعك الرائعة

    ردحذف
    الردود
    1. سأكتب عن هذا الموضوع في المستقبل

      حذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. لكن الدوله الساسانيه كانت بعهد الاسلام اذا لا نعرف من اقتبس من الاخر

    ردحذف
    الردود
    1. الكاتب تشارلز يقول تاريخ كتابة القصة غير معروف في بداية حديثه ولكن احتمل وقوعه في عهد الاسكندر حيث جاء
      ربما أنه قد كـُتـِب متأخراً في التاريخ القديم للزرادشتية، ربما في عهد الامبراطورية الساسانية، حين شهدت الزرادشتية انتعاشاً مدعوم من الدولة. حقيقة أن "الشرير" الإسكندر الأكبر يشار إليه بأنه روماني فذلك يشي بتلك الفترة، التي احتدم فيها الصراع بين الامبراطوريتين.
      اذا تشارلز يؤكد على ان القصة كتبت في بعد حرب الاسكندر الأكبر ومعروف ان الاسكندر عاش قبل الاسلام وان الإمبراطورية الساسانية كانت بدايتها قبل الاسلام
      ثم إن الدولة الساسانية قامت في (القرن الثاني) الميلادي اي قبل ظهور محمد ب٣٠٠ سنة وفعلا كما تقول القصة ان هذا حدث في فترة دخول الاسكندر لإيران بعد تدميرها

      وهذا ما جاء في كتاب تشارلز الاتي
      المصدر :
      The sacred books and early literature of the East; with an historical survey

      وستجد نص القصة في نفس الكتاب في صفحة 185

      حيث اكد ذلك تشارلز

      ساساعدك اكثر ساعطيك رابط الكتاب مباشر
      https://archive.org/stream/sacredbooksearly07hornuoft#page/n4/mode/1up

      ما عليك الا نسخه والبحث عنه في رابط محرك البحث

      ستجد هذا في الهامش في الصفحة الذي يلي 185 وهو 186 هامش رقم 9

      حذف

إرسال تعليق